top of page

العالم الافتراضي السبيل للتجارة... خيار السوريين بسبب الحرب.

  • صورة الكاتب: وكالة سَداد الإخبارية
    وكالة سَداد الإخبارية
  • 28 أكتوبر 2018
  • 2 دقائق قراءة

يوسف الخطيب - وكالة سَداد الإخبارية


انتشرت مؤخراً ظاهرة "بيع الأدوات المستعملة" في سوريا خلال السنوات الأخيرة، وشكّلت في السنتين الأخيرتين "المصدر الأهم" لتلبية احتياجات الأهالي في الشمال السوري.


حيث شكلت الظاهرة فرصة عمل ومصدر دخل لآلاف العائلات السورية، سواء في الداخل السوري أو الدول المجاورة، وسط انتشار مئات المحال التجارية للأدوات المستعملة غزت أسواق المدن الرئيسية في الشمال السوري، تعدتها إلى القرى والبلدات الصغيرة.


ويرى ناشطون أن هذه المهنة ازدهرت خلال السنتين الماضيتين، "سابقاً قبل الثورة كان عدد المحلات في إدلب يعد على أصابع اليد الواحدة" أما اليوم فيوجد "مئات المحلات، وفي كل يوم نشهد افتتاح محل جديد".


ويعلل آخرون السبب في انتشار هذه "المصلحة" إلى ضعف الحالة المادية لأهالي المنطقة، وزيادة عدد السكان الذين تضاعفوا في السنة الأخيرة، ناهيك عن غلاء البضائع الجديدة وضعف جودتها مقارنة بالقديمة هذه الأسباب الظاهرية، أما الداخلية فتعود أيضاً إلى اختلاف النسيج الاجتماعي.


من جهته تقبل المجتمع بكل طبقاته شراء المواد المستعملة، فلا فرق بين غني وفقير الآن، الجميع يصبون هنا" في إشارة منه لسوق المستعمل.


ويفرز الباعة البضائع المستعملة الموجودة في الداخل السوري إلى ثلاثة أنواع: "قديمة" يُعمل على إصلاحها وترتيبها من جديد، ويتم شراؤها وبيعها بأسعار تناسب الطبقة الفقيرة، وأخرى "أشبه بالجديدة"، يبيعها أصحابها بداعي السفر أو الهجرة أو النزوح، ومنها ما يحتوي على بضائع "ماركة عالمية" لم تعد متوفرة في الأسواق، ويتم شراؤها وبيعها بنصف السعر، وأحياناً يتجاوز سعر بعض الأدوات "الماركات" قرينتها من الأدوات "الجديدة، ليست من نفس الماركة".


وتكون البضائع التي تأتي عبر الحدود من تركيا، بعد أن شكل الداخل السوري سوقاً لتصريف هذه المنتجات، التي تباع بأسعار منافسة، ويقوم بشرائها تجار سوريون وتصديرها إلى الداخل، وهو ما يفسر انتشار "البضائع التركية" بكثرة في الأسواق، آخر التصنيفات.


وفي المقابل يتم شراء بديل لها في المناطق الجديدة التي سكنوها، أيضاً من محلات المستعمل، فلم يعد هناك على حد قوله ارتباط شخصي بأثاث المنزل كما كان سابقاً، الذكريات التي ارتبطت بشراء كل قطعة انتهت في رحلات النزوح والتهجير والنقل، ناهيك عن تلف كثير منها خلال عمليات النقل.


وأصبح "الواتس آب"  أحد محلات العرض المباشر، وأصبحت البضاعة من خلال الرسائل والصور يتفحصها ويرد عليها لبضائع معروضة للبيع، "كل عملنا بات مرتبطاً بهذا الجهاز" فصفحات بيع المستعمل والتي تخص كل منطقة على حدة، أو تلك التي تجمع بين المناطق باتت بالعشرات، وصار التفاوض مع البائع يتم عبر "التعليقات"، التجار يعرضون بضائعهم أيضاً في الصفحات ذاتها.


الأمر الذي زاد من "عمليات البيع بشكل كبير"، ويرى المستهلكون في هذه الطريقة وصولاً أكبر لما يعرضه، أصبح بالإمكان لأشخاص يبعدون عشرات الكيلومترات عن محلّي التسوق الكترونياً لبضائعي، كذلك أصحاب المحلات الأخرى وعمليات التبادل التي تتم بينهم في ما يسمى تجارة الجملة.


كذلك فتحت هذه الميزات الطريق نحو استيراد بضائع من الدول المجاورة، فشراء البضائع من تركيا كله يتم عبر هذه الطريقة، محلات سورية منتشرة تتلقف عبر "صفحات الفيس بوك والواتس آب وميزة الكالكو، ما يتم عرضه للبيع، سواء من البيوت التركية أو السورية، يباع قسم منها في تركيا، ويصدر الجزء الآخر منها إلى الداخل السوري.


يشار إلى أن تطبيقات الهواتف الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي "فيسبوك انستغرام واتساب تيلغرام وتويتر"، وغيرها. تحولت لمكان لعرض هذه الأنشطة التجارية وتسويقها ضمن شبكة تجار ومستهلكين افتراضية.

Commentaires


  • White Facebook Icon

وكالة سَداد الإخبارية  
- نضع الحدث بين يديك -
_

bottom of page