المخابرات الجوية بدمشق.. تشن حملة اعتقالات تطال عدداً من ضباطً وعناصر لميليشات موالية

يوسف الخطيب - وكالة سَداد الإخبارية

عدة أحداث مشابهة قد حصلت سابقاً، بالعاصمة السورية دمشق، حيث شهدت العاصمة اليوم الخميس، 19 نوفمبر، قوات الأسد وعبر ”المخابرات الجوية” و”الأمن العسكري”، شنت حملة اعتقالات طالت ضباطاً وعناصر تابعة لمليشيات موالية، في حي برزة الدمشقي.

من جهتها طوقت دوريات قوات الأسد مقرات الميليشيات الموالية للنظام، مما اسفر عن اعتقال  اعتقال العقيد هشام، التابع لـ”المخابرات الجوية” وعدد من عناصره، من مقر تواجدهم في “مجمع الخدمات الفنية” في مدخل حي برزة بالعاصمة السورية دمشق.

حيث قالت مصادر بأن اعتقال العقيد جاء على خلفية تقارير أمنية رُفعت ضده، في قضايا تهريب مواد بناء إلى الحي، وشراء أسطح في أبنية داخل برزة لإعمارها بشكل مُخالف ومن ثم بيعها، مُستغلاً سلطته العسكرية لمنع دوريات المُحافظة والبلدية من هدم مخالفاته.

ونوهت المصادر ذاتها ان العقيد هشام، هو المسؤول الفعلي عن حي برزة عسكرياً، ويُسيطر على أهم نقطة في الحي. ، مؤكدةً تعين ضابطً خلفاً للعقيد، بعد إحالة العقيد هشام للتحقيق، وإعفائه من منصبه الإداري.

المصادر تحدثت  بأن دوريات مماثلة داهمت مركز “أبو بحر”، الذي افتتحه مؤخراً وسط حي برزة، لبيع مواد البناء الأولية بعد تهريبها من خارج برزة، وتم تفتيش المركز ورصد المخالفات.

إلا انه لم يتم إغلاق المركز حيث قام الأخير برشوة الدورية بمبلغ كبير فغضّت الدورية النظر عن وجود مواد بناء في المركز، رغم الحظر المفروض على تلك المواد في المنطقة، بحسب المصادر.

وتابعت المصادر متحدثة عن تسلم المدعو "أبو بحر"، لمنصب المنشار، كقائد للمجموعات المسلحة التابعة لفرع الأمن العسكري”، ومديراً لـ”مركز المُصالحة الوطنية” في حي برزة الدمشقي.

فيما تم لاحقاً منعه من مغادرة المنطقة تحت أي ظرف ووجوب بقائه في برزة بدمشق، وعمل “أبو بحر” على توطيد العلاقات مع ضباط “الأمن العسكري” والابتعاد عن كافة أعماله “غير المشروعة” وإزالة كافة اللافتات التي تدل على مركزه في برزة، وإرسال سيارته “الرانج روفر” باتجاه لبنان بعد تبديل اللوحات الرقمية وإعادة الأصلية، لتجنب أية مشاكل لاحقة.

وبحسب مصادر مقربة نقلت عن “المنشار” انه كان قد تورط بقضايا كبيرة وأصبح في سجن صيدنايا العسكري، منذ أسبوعين تقريباً، وفي سياق متصل داهمت الدوريات المشتركة مقرات للمليشيات الموالية للنظام، ومنها ما يتبع للأجهزة المخابراتية و”الدفاع الوطني” و”لواء القدس” في حي برزة ومحيطه.

من جهتها أجرت الدوريات جرداً سريعاً على العناصر الموجودين، والسلاح والقادة، قبل أن تنسحب باتجاه بساتين برزة، لتنفيذ أكبر عملية اعتقال بحق ضباط في “الحرس الجمهوري”.

ونقلت المصادر ان من أبرز المعتقلين “العقيد يوسف”، قائد مجموعات من عناصر “التسويات”، من ملاك “الحرس الجمهوري”، والتي تنتشر ضمن مقرات في محيط مشفى تشرين العسكري.

وتحدثت المصادر أن العقيد يوسف من أبرز الذين عملوا على ملف “القابون وبرزة وحي تشرين”، إذ كان المُفاوض عن النظام، ومن المُقربين من قادة “اللواء الأول” المُعارض وفصائل أخرى خلال فترة الهدنة، التي انتهت بخروج المعارضة نحو ادلب، بعد عملية عسكرية على القابون وحي تشرين، واستثنت حي برزة بدمشق.

وقالت مصادر إن اعتقال العقيد يوسف، جاء على خلفية اعترافات “المنشار”، حول عمليات تهريب لأسلحة وذخائر باتجاه الغوطة الشرقية عبر أحياء برزة والقابون، أشرف عليها العقيد وضباط من “الحرس الجمهوري”.

معتبرةً ان يوسف أحد الذين كانوا على علاقة وثيقة بـ”المنشار”، وغيره من قادة “اللواء الأول”، للإتجار بالمواد الغذائية والسلاح والذخائر التي دخلت إلى الغوطة عبر برزة. في العام 2015 وصلت إلى “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية صواريخ تاو، من الحدود السورية-الأردنية. وأشرف على عملية التهريب حينها، قائد مليشيا “الدفاع الوطني” في دمشق فادي صقر، والعميد في “الحرس الجمهوري” العميد قيس فروة، والعقيد يوسف الذي اعتقل مؤخراً، بحسب المصادر ذاتها

وافادت المصادر أن اعتقال “المنشار” فتح باب قضايا كبيرة، تسببت بفوضى عارمة في برزة، خاصة للضباط المتورطين بقضايا تهريب المحروقات والسلاح في مرحلة وجود المعارضة.

وبدورها أكدت إغلاق المدعو “أبو الطيب” لمصنع مواد البناء ومتجر بيع الخضار، والانعزال في منزله منذ اعتقال “المنشار”، ومحاولة توطيد العلاقة مع كبار ضباط النظام لتخليصه من ورطة قد تأتي في وقت لاحق. وكذلك هو الحال بالنسبة لـ”أبو محجوب” و”أبو وديع” وغيرهم من قادة “اللواء الأول” الذين أجروا “مصالحات” مع النظام السوري بوقت سابق

تجدر الإشارة ان مخابرات النظام قد سيرت دوريات مُكثفة في محيط حي برزة، لمنع تهريب مواد البناء إلى داخله، والتحقق من كل داخل وخارج، والتحقق من عناصر وقادة الميليشيات الموالية في المنطقة.