الواشنطن بوست.. تكشف استراتيجية قاعدة التنف العسكرية..
- وكالة سَداد الإخبارية
- 23 أكتوبر 2018
- 2 دقائق قراءة
يوسف الخطيب - وكالة سَداد الإخبارية
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء، الدور الذي تلعبه واشنطن من خلال قاعدتها العسكرية في مدينة التنف السورية، واعتبرت أن هذه القاعدة تلعب الدور الأكبر في استراتيجية الرئيس الأمريكي.
وقالت "واشنطن بوست"، إن قاعدة التنف، التي تخضع لإدارة المئات من القوات الأجنبية وقوة من المقاتلين السوريين يبلغ قوامها ايضا بالمئات، تعكس كيف سعت الولايات المتحدة إلى اتخاذ تدابير أقل خطورة لمجابهة إيران على الأرض حتى مع تصعيد كبار مسؤوليها للحرب الكلامية وتكثيف الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على طهران".
مع ذلك، أبرزت الصحيفة أن المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها الوجود الأمريكي في جنوب سوريا تجلت بوضوح في العام الماضي عندما أطلقت القوات الأمريكية النار على عناصر مرتبطة بالإيرانيين عندما اقتربت من منطقة تبعد 30 ميلًا من القاعدة، فضلا عن إسقاط طائرتين إيرانيتين بدون طيار بالقرب من القاعدة، وهو ما أظهر المواجهة الأكثر خطورة للقوات الأمريكية مع العناصر المرتبطة بالإيرانيين منذ دخولها سوريا عام 2014.
وبينما تؤكد التقارير الصادرة من الولايات المتحدة على دور القاعدة الأمريكية في منطقة التنف شمال سوريا فى منع إيران من نقل السلاح والميليشيات من العراق إلى سوريا، اتهمت دول روسيا وإيران وسوريا، الولايات المتحدة مرارا بتدريب مقاتلي تنظيم الدولة في قاعدة التنف في سوريا.
وأفادت بأن المركز العسكري قد أنشئ في أوائل عام 2016 لتدريب مقاتلين مناهضين للحكومة السورية. وفى بداية شهر يونيو الماضى، أظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية توسيع الولايات المتحدة لقاعدة التنف العسكرية. وتظهر الصور التي نشرتها مواقع مختصة برصد صور الاقمار الاصطناعية، قيام الولايات المتحدة بزيادة أعداد المركبات العسكرية الأمريكية، بالإضافة لبناء مقرات جديدة وتجهيزها بالمعدات اللازمة.
ونوهت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، بقول إن الموقع الاستراتيجي لقاعدة التنف على طول الطريق السريع الذي يربط النظام السوري في دمشق مع داعميه في طهران جعل منها حصنا غير مقصود لصد النفوذ الإيراني في سوريا، والآن، موضع محتمل فى خطط البيت الأبيض لمواجهة انتشار إيران عبر المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس ترامب تعهد بجعل مسألة مواجهة دعم إيران للحلفاء والوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، من لبنان إلى اليمن وسوريا، بمثابة محور لاستراتيجيته في الشرق الأوسط، فقد قام بالفعل بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على الشركات التابعة لإيران، وانسحب من الاتفاق النووي التي أبرمه سلفه الرئيس باراك أوباما مع القادة في طهران.
وفي هذا، يقول مسؤولون إن الولايات المتحدة ستلتزم بالبقاء في سوريا إلى أن تغادر القوات الإيرانية، بل وسوف تتعهد بإنهاء برنامج طهران للدعم العسكري والمالي الهائل الذي ساعد الرئيس السوري بشار الأسد على تغيير مسار الحرب لصالحه.
ووصف الجنرال جوزيف فوتيل، الذي يقود القيادة المركزية الأمريكية، قاعدة التنف بأنها عنصر أساسي في المهمة العسكرية المستمرة للقضاء على تنظيم "الدولة" الإرهابي وضمان عدم قدرته على إعادة ترتيب صفوفه مرة اخرى.
وخلال حديثه إلى المسؤولين في القاعدة أمس الإثنين، قال "فوتيل" إن لهذه القاعدة فوائد إضافية في عرقلة نفوذ إيران، حيث أن الوجود الأمريكي هناك يجعل من الصعب على طهران تعزيز وجودها العسكري في سوريا ومساعدة نظام الأسد على استعادة مناطق خارجة عن سيطرته، وأضاف: "أنه لا يمكن إنكار أن لدينا نوعًا من التأثير غير المباشر عليهم".
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة أنشأت قاعدة التنف العسكرية في عام 2014 بهدف معلن هو مواجهة تنظيم الدولة. وهي تقع على بعد 24 كيلو متر من الغرب من معبر التنف الحدودي في محافظة حمص.
Comments